احلام الورود

مرحبا بك زائرنا الكريم
انت غير مسجل معنا
نتشرف بمشاركاتك معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

احلام الورود

مرحبا بك زائرنا الكريم
انت غير مسجل معنا
نتشرف بمشاركاتك معنا

احلام الورود

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
احلام الورود

المتعة والفائدة عنواننا فمرحبا بكم معنا في احلام الورود


    قصة الأعمى والحسناوات الجميلات.!

    احلام الورود
    احلام الورود
    مديرة المنتدى
    مديرة المنتدى


    عدد المساهمات : 119
    تاريخ التسجيل : 19/07/2010

    قصة الأعمى والحسناوات الجميلات.! Empty قصة الأعمى والحسناوات الجميلات.!

    مُساهمة من طرف احلام الورود الجمعة يوليو 23, 2010 10:23 am

    هز عباس عصاه يضربها في الأرض يمينا و شمالا,
    يشق بها له طريقا وسط السـوق المزدحمة بالناس
    و كأنه في أحد الأدغال ذات الأشـجار المترامية و الأغصان المتشابكة
    .كان عباس ضريرا و قد جاوز الأربعين بكثير..
    نزهته الوحيدة كانت في سوق المدينة و لطالما استغرب شبان حيه من اختياره للسوق كمنتزه له
    فأصروا على مراقبته في احد الأيام .
    لم يكن عباس متسولا بل كان في كثير من الأحيان يتصدق بماله على فقراء السوق كلما اصطدم بأحدهم .
    رغم أن عباس قد تعوّد على شعاب السوق و طرقه الضيقة و الملتوية.
    .إلا انه كان يستعين بالمارة ليأخذوا بيده عبر الممرات الصعبة
    لكن الغريب في الأمر أن عباس كان يصطاد النساء من المارة
    و أي نساء حسناوات في غاية الـجمال و الرقة ..
    فقد كانت كل منهن ترق لحاله فتسارع للأخذ بيده وسط السوق حتى يعبرها
    و هكذا في كل يوم كان عباس يسعد بمرافقة هؤلاء الجميلات و ينتعش بروائحهن العبقة ..
    و إن حرم من النظر لجمالهن .
    تعجب الشبان الثلاثة الذين راقبوه من اختياره الصائب و شجاعته في مبادرتهن و طلب معونتهن
    و شكوا أيما شك في أمره, حتى ظنوا أنه مبصر و عزموا على استجوابه و سؤاله عن سر اختياره و توفيقه .
    ضحك عباس ملء فيه من تساؤل أولئك الشباب !!
    و أحس في نبرات أصــواتهم و هم يتهافتون لـسؤاله و استدراجه مدى عجزهم عن مبادرة مثل تلك الحــسناوات
    و ربما حتى تمييز جمالهن مع أنهم مبصرون.
    ظل عباس يضحك و يـــــضحك و الشباب مغتاظون منه و قبل أن يمضي هز عصاه مشيرا بها إلى قلبه
    و واصل طريقه متعثرا تارة عن اليمين و تارة عن الشمال إلى أن أسعفته إحدى الحسناوات أمام مرأى الشباب الحائرين.
    وفي اليوم الموالي عزم حسّان أحد الشبان الثلاث أن يقّلد عباس ويدعي انه ضرير
    فيصطاد من الحسان ما يشاء وظل صاحباه يرقبان المشهد من بعيد.

    تنكر حسان حتى لا يصطدم بأحد معارفه
    وارتدى نظارة سوداء ترى من خلالها عيونه ولا ترى وانتظر في الطرقة المقابلة للسوق طويلا
    وقد لفحته الشمس فازداد سماره ولم تمر أي من الحسناوات لسوء حظه .
    كان صاحباه يتغامزان عليه ويهزءان بصنيعه
    وبينما هو يائس بائس إذا بالبدر ينزل من عليائه في عز الظهر يخفق قلب حسان ويكاد ينسى انه أعمى
    فقد كاد أن ينتفض مسرعا للحاق بالبدر في تمامه.
    لكنه تراجع قليلا وسارع خطاه بعض الشيء ثم تعثر عمدا وراح يصرخ متألما
    التفتت الحسناء إليه ورقت لحاله فأخذت بيده,
    حتى قام لكن حسان ظل يئن ويتوجع ويشكو صعوبة الطريق
    و يتذمر فما كان منها إلا أن أسعفته وسارت معه بكل تؤدة
    كان حسان ماكرا فاستغل الوضع وراح يتكأ عليها بكل وقاحةوالمسكينة لا تقوى على تحريكه.
    كان حسان يحدق في عينيها الساحرتين من وراء زجاج نظارته السوداء وكاد لسانه الطويل أن يتدلى من فمه ليصف جمالها وروعتها
    لكنه تذكر للأسف انه أعمى فاكتفى بالنظر...
    كانا صاحباه قد نسيا أمره لكنهما سرعان ما لمحاه فأخذتهما الغيرة وعزما على تقليده في الأيام التوالي
    وبينما حسّان مستمتع برفقة حسنائه إذا ببرق خاطف يمر مسرعا مصطدما بهما سارقا حقيبة الحسناء التي كانت بالكاد عالقة بيدها لفرط ثقل حسان .

    وفي غمرة الفزع والصدمة و صراخ الحسناء ينزع حسان نظارته
    و يناولها الحسناء المصدومة ويركض مسرعا وراء اللص الهارب ليعود بالحقيبة فرحا مسرورا إلى حسنائه،
    ولكنها عوض أن تشكره على صنيعه رمته بالنظارة على وجهه وأوسعته ضربا بالحقيبة على رأسه
    وخلفته وحيدا حزينا من دون حتى أن تشتمه سارع صاحباه إليه وهما منفجران من الضحك حتى أضحكاه وما هي إلا خطوات قليلة حتى استدارت الحسناء وعلى وجهها ابتسامة ساحرة أنسته ألم حقيبة الحبيبة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 11:02 am